آخر سطر
Thursday, February 17, 2011
أخر الثورة
Thursday, February 3, 2011
أخر يناير _1
تتردد أصابعي عن الكتابة ...
و كيف سأبدء حديثي؟ و كيف سأنهيه ؟
كيف سأتحدث بعقلانية عن يناير 2011 و أعبر عن رأي شخصي مكبوت و مقموع ... أسجله علي أوراقي لأقرءه وحيدا و النت مفصول لقمع و خرس السنتنا أكثر و أكثر ...
يناير 2011 كان عجيب و غريب ... كان ثائر ... و أيضا دامي ... إمتلئ بالقنابل و الرصاص و الدماء و الجثث و الأشلاء ... تابعناه جميعا و وصلتنا أخباره و تحليلاته و لذلك سأحاول قدر الأمكان ألا أكون مكررا و ذكر ما ذكر سابقا و أستفيض فيما إستفاض فيه كثيرين غيري ...
يناير 2011 الذي طالعنا بإنفجار في أول ساعاته أمام كنيسة القديسين بالأسكندرية و إنتهي بمسيرة مليونية في جميع المحافظات و خطاب للريس يعد فيه بعدم التجديد و البدء في التغيير ..
و تخلله ثورة تونسية و ثورة مصرية و فوضي و إطلاق نيران و سلب و نهب و إعتدائات و تجربة شخصية في السجن ...
ربما كانت المقدمة طويلة, و إذا تركت ليدي العنان , سأستمر في كتابة المزيد , و المزيد , من الأسطر , و الصفحات , لدسامة أحداث هذا الشهر , و كل ما حمله من مأسي و أحزان ...
و نعم ... إنتهي يناير 2011 حزينا كما بدء ... و لم ينتهي بأخبار سعيدة و ها نحن مقبلين علي أحداث و صراعات جديدة و لكن إسمحولي الأن أن أستفيض في الحديث و من إعتقد إنتي أطلت في المقدمة فإني أعتذر عن القادم لأنه سيكون أطول و أطول و أتمني ألا يكون أكثر مللا ..
بدء يناير بحادث مفخخ ... و إنفجار هز البلد و البيوت و قتل و أسال الدماء و نثر الأشلاء ... إنفجار في صميم كل إنسان ... في دينه و عقيدته ... أمام دار عبادة ... أمام كنيسة و مسجد ... و إن كان الهدف المعلن هو الكنيسة و لكن كان الغرض أن يطول أثاره التدميرية التي تعقب الأنفجار أيضا المسجد ... و أن الحادث المفزع أصاب المصريين جميعا و ليس الأقباط فقط ... و قد إستفاض الكثيرين في تحليل الحدث طائفيا و تطرفيا و إعتدالا و إنسانيا و وطنيا و دينيا ... إستفاضة تجعل محاولتي دربا من العبث لا داعي منه لأن الجميع أجمع في النهاية علي الإدانة كلاً بإسلوبه و برأيه و تفكيره ...
و خرج الشعب من هذا الإمتحان ناجحا بمزيد من الترابط و عدم التفقرة ... و لكن صاحب هذا النجاح أيضا بعض الملاحق التي يجب أن نعيد الأستذكار من أجل ان ننجح فيها فيما بعد ...
هذه الملاحق أولها كان دفاع المسلمين عن أنفسهم لأن الدين الاسلامي غير متهم و أن هذا العمل تفوح منه رائحة العمل الأرهابي ... و الأرهاب لا دين له و أن الأرهاب عمل دولي منظم يشترك فيه أجهزة مخابرات و شخصيات سياسية و دول لتحقيق مصالح تبعد كل البعد عن المصالح و الأهداف الدينية و أن هذه الأعمال شارك فيها يهود و مسيحين و مسلمين و ملحدين و عرب و غربيين فإذا ظن أي طرف أن الدين الأسلامي هو السبب عليه أن يراجع نفسه و أفكاره و أن أمثاله هم السبب في إنتشار الجهل و الأحتقان الطائفي الذي يوفر أرضا خصبة للأرهاب ليزرع سمومه و يعبث بدماء الأبرياء .
كما كان أحد الملاحق الأخري التي تدل علي جهل و عدم وعي هي الإفتائات و الصيحات المنددة بشعار الهلال و الصليب المشابهة لإفتائات إرضاع الكبير و كموجز للرد علي أصحاب الألسان الجاهلة ...
من قال أن الهلال في الأصل رمز مقدس للأسلام ؟
و أن الهلال له قدسية إسلامية كقدسية الصليب في المسيحية ؟
إذا الفتوي من البداية كانت علي أساس خاطئ فلم نكتب علي صليب مثلا لا إله إلا الله محمد رسول الله أو رسمنا علي الكعبة الصليب ...
و أن رمز الهلال و الصليب رمز وطني و ليس رمز ديني للتشدق بحرمانيته و تكفير حامله كتكفير من يدخل الحمام بقدمه اليسري أو الشارب من كوب مشروخ و أنها فتوي تودع في إطار واحد بجانب أشقائها من فتاوي حكم التيمم برمال القمر و أن من ترك الجرح الغائر يدمي و يصدي بكل خطورته علي كيان البلد و المجتمع و بيع القضية من أجل رمز فهذا قمة الجهل و التطرف و التعصب ...
نهاية القول ... نعم هناك صدع أو شرخ بين طائفتي مصر المسيحيين و المسلمين في المجتمع المصري و أن هناك مشاكل و إحتقان مسئول عنه الطرفيين و الجهل و قمع و كبت الحكومة ...
و لكنه لم يصل لأن يخرج المسلم العادي أو المسيحي العادي بقتل شقيقه المصري بهذا التخطيط و هذا التدمير من جراء نفسه و بوازع ديني ... و أن هناك أطراف في كلا الجهتين تزيد النار إشتعالا و أننا كجيل جديد من الشباب يجب أن نتصدي للجهتين بالوعي و القضاء علي الجهل و إحترام الأخر و عدم السماح للشيوخ بمهاجمة النصاري و ألا ينظم القساوسة مسرحيات تسب في النبي و المسلمين و أن يهتم كل طرف بتطبيق شعائر دينه بألا يسرق و ألا يكذب و ألا يزني و ألا يقتل و ألا يغش و أن يصلي ... و ليس أن يحمل لواء دينه علي كتفه يهاجم بيه الدين الأخر معتقدا أن هذا تدينا و إخلاصا ...
(( أتجمعنا يد الله ... و تفرقنا يد الفيفا ؟؟!!! ))
هكذا قال الشاعر المصري هشام الجخ في أخر قصائده التأشيرة و التي هاجمه عليها أنصار مدارس الشعر العربي و أصول القافية و اللغة متناسيبن قيمة الشعر الحقيقية و إصابته كبد الحقيقة و المشاعر و الأحاسيس ... و قد لمس بها الشاعر المصري جرح غائر أخر في صميم المواطن العربي و أنا أستشهد بها في هذه اللحظة موضحا العداء و التخاصم الذي أصاب المصريين و التوانسة عند خروج فريق الاهلي أمام فريق الترجي التونسي بيد الرشوة ليزوق بعدها الجمهور التونسي أمام فريق مازيمبي من نفس الكأس و إنجرفت أنا شخصيا لهذه المشاعر العدوانية و الحقد و الشماتة ... قبل أن تتوحد قلوبنا مع الشعب التونسي في ساعة الحق عندما ثار الشعب التونسي علي مافيا النظام الحاكم للرئيس التونسي الهارب المخلوع بن علي لنتذكر كيف أننا كشعب عربي نذوق من نفس الكأس القمعي الفاسد من يد حكوماتنا و أنظمتنا الحاكمة و أننا جميعا نعاني من الظلم و الفقر و الكبت و الأعتقالات و أننا رفعنا أيدينا لهم مؤيدين و داعيين لهم بالنصر مدركين ان الهم واحد ... و أن الجهل الذي زرعته أنظمتنا الحاكمة هو السبب الأول في تفرقتنا و أننا نذوق سويا من كأس الفساد و الرشاوي ...
26 عاما من الحكم المتواصل لبن علي ... مثلنا
نهب أراضي و ممتلكات من الشعب لصالح الرؤوس الحاكمة ... مثلنا
إعتقالات و إعتدائات الأمن علي المواطنين لصالح النظام ... مثلنا
توحدت قلوبنا معهم و إنتشرت علي ألسنتنا الدعوات بالتوفيق لهم .. و معها بدء الأمل يصيب قلوبنا ... و الأحلام ... هل نستطيع أن ننال الحرية مثلهم ؟؟؟ هل يخرج الشارع المصري عن صمته و يضحي بدمائه كما فعل التوانسة ؟؟؟ لنصبح ذات يوم أحرار ؟؟؟ ... و يسقط النظام المتعفن و يصبح للشعب المصري كيان له ثقافة و كرامة و وعى .... و أحلام يحققها ... في الحقيقة و حينها كنت متشائم ..
و لم أكن أتوقع أن تتكرر التجربة و خصوصا مع ندائات 25 يناير عبر صفحات الفيس بوك ...
و الأسباب هي التالي :
المؤسسة الأمنية في مصر أقوي بكثير من نظائرها في الوطن العربي كله و أن قدرتها علي التحكم في عصب الشارع المصري أقوي بكثير من أي أجهزة أمنية أخري في الشرق الأوسط ... و ليس من السهل علي الشعب المصري مواجهة هذه المؤسسة الأمنية .
الجيش مؤسسة مستقلة في تونس نجحت في أن تسطر سطر النهاية لهذه الثورة في وقوفها مع الشعب ضد النظام أيا كان الهدف و إستنتاجات من جهات خارجية دعمت هذا الموقف لتشكيل نظام تونسي جدبد .. أما في مصر و رغم المظهر المدني الذي قد تبدو عليه الدولة إلا أنها دولة عسكرية تحت الحكم العسكري و أن مؤسسة الجيش المصري لها نفوذها و سلطتها داخل النظام المصري الحالي ... النظام الفاسد .. فهل يفلح الشعب المصري في إدراك هذا و مواجهة الجيش المصري ؟؟؟ و هل سيصمد ؟؟؟
الشرارة ... و هي العامل الأساسي و المحفز لقيام الثورة فبالرغم من كل الاحتقان و الكبت إلا أن الشارع و المجتمع يحتاج إلي شرارة ينطلق منها بركان الغضب ... و توفرت الشرارة في تونس ... و لم تتوفر في مصر .. أحرق بو عزيزي نفسه فخرج أهل قريته منددين فأطلقت الشرطة النار عليهم و حدثت المذبحة فثار الشعب التونسي ... علي جانب أخر ... كانت شرارة الشارع المصري شرارة خارجية من تونس ... و الدعوة كانت فيس بوكية و ليست علي الأرض أو الميدان ... و انها دعوة في عالم إفتراضي و ليس عالم حقيقي ... بينما إعتاد الشعب المصري علي المصائب و الأنتهاكات و التجاوزات دون أن يتحرك فيه شعرة ...
نعم كنت متشائما ... نعم كنت عابثا ... و بدئت أسخر من كل الداعيين لثورة 25 يناير و لكن حدث ما حدث لمصر و كلنا نعلم ماذا ؟؟ و حدث ما حدث لي و من يعرفوني يعرفون ماذا ؟؟ عن نهاية يناير 2011 .. عن أيامه الخمس الأخيرة و التي لم تسطر نهايتها حتي الأن سأتحدث في الجزء الثاني من المقالة و عن تاريخ يكتب ... ينتظر ان يختم إما بكلمتين ... النصر ... أو العهر